حمدان يعزف على النهر

5 مايو، 2022 | الغناء على أبواب تيماء | 0 تعليقات

أُسمي فلاتي
فسموا أيائلها والقطا
وتمنوا قبيلة ماء لها
أما أنا
سوف تصنع لي أم حمدان غيمًا خفيضًا
وتسجر قطعانه
ليمطر بعد غدٍ
منتشٍ وتقي
ونسائي عبي
سوداء .. سوداء
لكنما ساحِلي أبيض
ونهاري بهي

• • •

أُسمي فلاتي
وأصنع لي بلدًا
ثم أخنقه بيدي
إن لم يكن لأخي
ثم لي
وأصنع دربًا صغيرًا له كي يمر
وأضمر شيئًا يُسَرْ
وبيدًا أُخرْ
أصفف عشبًا قصيرًا لها
أو قمرْ
وأطلب أمّين
أُمًا من الهور نائية في احمرار القصب
وأمًا شقائق نعمان لي
إذا أصبح الصبح من وردها الجاهلي
أسوي ضمادا لجرح أخي
وأعرف إن كان لي
فيما مضى من زمان خؤون
زمان سخي
قوارب مثقوبة
فوق ماء وفي
منتش وتقي
ونسائي عبي
سوداء … سوداء
لكنني سوف أصنع لي كفنًا أبيضَ
وأدني قلائد أمي إلي
حوائجها
والندى
وأُخلي سبيل الرياح لتسأل عن أم حمدان
منزلها والمرابع
كيف يمر الضحى
وأمكث يومين أبري يدي
وإذ تأتني بالخبر
أدشم نفسي بنفسي
ومن عوسجٍ في رمال الجزيرة
أصنع مركبتي
وأسير
إلى بلدٍ ليس يظعنه الركب في الزمن الأول
ولي ظمأي ورواي
وبينهما شعف من هلاهيل
فوقهما ملك الوقت يسأل: هل من سواي ؟
أتمكن من لغتي وأقول: أنا
وأسمي هواي
هو النهر
لا سيد غيره في المياه
ولا ملك غير ما يأمر السيد النهر في
حفله العائلي
وعلي عرشه مذ تشجر في غيه القصب المر
تجلس تفاحةُ النهر: أضلاعها للرياح..
جدائلها للدخان العظيم
هنا أم حمدان
أول رمح أضيئ على البيد في زمن مظلم
وآخر قوس قزح

  • من أنت ؟
  • حمدان …
    جاء على غفلة من ضحى ليظلل كفيك عند الهجير
  • وماذا أردت بنا يا فتى
  • أتصيد ريحًا
    سأحبل فخًا يليق بقاتلتي ثم أمكث يومين
    أطلبها وأسوق مخافتها لذؤابة فخي
    وأرخي لها الحبل .. أرخي
    وأصطادها مثلما يفعل الصائد الماهرُ
    وأنسج قبرًا بهيجًا لها
    ثم أقبرها
    مثلما يفعل الطائر
    يا أم حمدان
  • أبسطُ
  • قلْ
  • ونحمل إرثًا
    ونحتار كيف نقسمه بيننا
  • حمدان .. حمدان
    ضربةٌ من سوادٍ عميقٍ تظلل عينيه
    وعلى كتفيه عتاد أخيه
    مراثي يديه
    وألواحه
    وبينهما إرثه
    إرث حمدان
    أول رمح أُضيء على البيد في زمن مظلم
    ومن لحمه نخوة الأولين
    نوازلهم ومفازاتهم
    وبين أصابعكم ملحه
    والعجين

• • •

مطرٌ ليس يثنيه شيء
بسماوات سودْ
تمائمه ولهٌ ودخانٌ ينود
ولدٌ ساهرٌ
وحمامُ يديه أغان
طرائده الذكريات
ولا شيء غير انتظار الرياح
يقاوم حمدان بعض النعاس الخفيض
ويهبط في الماء كي ينتقي نايه
من جواد القصب
يسمى منافذه
لحنه
ثم يبدأ في حزنه
زخةٌ من عصافيرَ سود
قمرٌ أزرقٌ يتفتق عن جرح حمدان
يسقط حمدان
ما اعتاد حمدان أن يتقي ..
أو يعود
ظمأٌ وجهُ حمدان إذ يترجل
لكنه غيمة أثقلتها شفاهك إذ قام
بين الشهادة والحوض
حوضك يا أمه
في زمان العطش
يسقط حمدان
تخليه نحو أخيه
وتخلي بياضًا بهيًّا إليه
تباركت يا أمه
وتمنيتِ
يولد حمدان من رحمها بملامحه ويديه
وينهض حمدان من كفها
ضربة من سواد عميق تظلل عينيه
وعلى كتفه من عتاد أخيه
المروءات في الزمن العربي

  • إيه حمدان
    ياولدي وجنيني
    لا تمل بالركاب
    وكن ضاريًا كأخيك
    فخلف ظهرك حمدان يحلم
    والمقبلات عليه
    وأنت له الساتر المتقدم
    هم يطلبون طفولته …
    فكن ذاريًا عن رياح الجهالات ,
    كي يكبر الطفل حمدان
    كي تتشقق عن وجهه ألفُ بنفسجةٍ ، ويرى العيد
    يرى العيد يا ولدي
    يا ولدي وجنيني
شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *