وطن، حبل وامرأة

21 مايو، 2022 | هواجس في طقس الوطن | 0 تعليقات

ولدٌ على كّفْينِ راعشتين من خوفٍ، غموضٌ سادرٌ في الغيّ،
مئزرةٌ خطيئةً في جنبها ذَنْبْ.
ولدٌ على كَفّينْ
بل كفٌّ على كفً
والحبلُ ملتفُّ
وسنابكي سُرِقت
والنائمون أنا
صحبي
تواريخ البلادِ المستريحِة فوق غصنٍ سوف ينكسرُ..
إذا نهدتْ على أغصانها وبكت حمامه
وتوسّلت للطلح أن يمضي بها نحو انتحار القمح في تلك الرحى..
وتوسّلتْ
كانت تمدّ جناحها للريح وقتئذٍ
أن تستحيل الشمسُ فوق جناحها طفلًا، فتحمله وتدخل في الغمامه.

حلمٌ على بالي
صفُّ على صفً
واللافتات مدينةٌ للعاطلين عن امتهان دمٍ
صفّان ينتظمان في صفً
الناس كالموتى
ما مرّهم حتفُ
وأنا الذي دَنِفُ
للموت، للعشق البهيّ وسورة الإِسراء من موتى إلى موتى ومن فستانها الصيفيّ إذ أغفو فتصحوا نجمةٌ
بدأت إلى الركض النجوميّ الطويل حكاية أخرى.
نهضت
قميصُ النومِ مشلوحٌ على طرف الصباح وساعدي مبتلْ.
وأنا انكسارُ سفينةٍ، في الرمل، ملحٌ فوق جرح طازجٍ، صفصافةٌ محروقَةٌ للتوّ.
دخلتُ مدينة الدَّهشةْ..
وصادف أنني نقَّطتُ إيقاعَ القصيدةِ فوق إصبعِ رجلها، مازجتُ في غيبوبة العشق البدائي الطويلِ دمي بلثغتها التي ضيَّعتُها زمنًا طويلًا ثم أتبعني الزمان، أنَخْتُ راحلتي وصحتْ:
يا أهل هذا الحيَ
مَنْ يُرشدُ الغادي؟
هل مرَّكم حيٌّ
عن ناظري غادي؟
المضاربُ هاجعةٌ، والسواليفُ نامت
ولو تأتين أشعلنا فوانيس القرى ووقودها سعفُ ومجيئك البدويّ خارطةُ احتمالٍ ليس يجمع ما بها غيرُ البلاد المدلهِمّه
مالحي أطفالنا خبزًا وفوتي، نوّري فانوسنا، أنت احتفالُ طفولةٍ، نهرٌ من الياقوت ما مسَّتْهُ كَفٌّ.
ولدٌ على شكً، وغربتُه اتّساعُ الحلم، سَلْوتُهُ قصيدتهُ
ومنحدرٌ من البدو الذين تكسّرت في ظَعْنِهم بيداؤهم
إذْ قوّضت تلكُ الرياحُ خيامَهم فإذا بهم حتفُ.
ولدٌ على سيفٍ صقيلٍ والمسافُة بين سيفٍ آخرٍ قامته.
قامَتْهُ أجوحهْ
وأميرةٌ تلتفّ كالثعبان حول يديه
الأرضُ شهوته وسطوتُه
والأرضُ مجروحه.
هبطتْ وقد مات النهارُ على الكتابةِ في دمي امرأةٌ وفزّت فوق عظمةٍ حوضِها روحُ القصيده..
فاكتشفت جزيرةً مأهولة بالأحرف الوحشّية الأولى وعشبًا نابتًا في رمليَ المائيّ ما مَرتْ به كفّان فاغتسلت به..
لبّيك، ركبتُها حديثُ أصابعي..
قبّلت ركبتها
فتحوّلت عند الصباح حبيبتي امرأة جديدهْ
من فضَّ ختم الربْ؟
من أشعل أغنيةً للبنت كي ترقص؟
من مدّ للساقين ثوبًا غامقًا كالموت؟
سلكت منابت شعر ساقي
هبطت على عري الجسد
وأنا أصيح بها: مَدَدْ
هذا احتفال الجوع بالعطش المقدّس
خادرٌ نصفٌ
ونصفٌ لا أحد.
ولدٌ على كفّيْن بل..
كفٌ على كفً
والحبل ملتفٌّ
وأنا الذي دَنفُ
والعاشقون
أنا صحبي
تواريخُ البلاد.

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *