أتوبُ إلى عاشقٍ
ويمينٍ محلّفةٍ
نخلةٍ إذ يهجعُ الليلُ
تدني لذائذها لفقيرٍ
رغيفٌ من الحزن كانت يدي حين جاء على نعسة النومِ،
حطَّ، على جفنيَ المتورمِ، قلتُ: أحدّثكم..
حين تمسون عن زائرِ في المنام، له سحنةُ الشيخ، قد كنتُ أعرفه، ذات يوم التقينا على حطب من مساءلةٍ بين..
قلتُ: أعرفه مُذْ تدلّى الكلامُ الجميلُ وصارَ لشكل فراغ الأواني ظلالًا تؤرّقهم أو تؤرّخهم سلموا حين تكتظُّ هذي الشوارع بالأوجه البرص معذرةً.
كنت أحدّثكم
وقلت سأشرق يا وجهَ زائرٍ النّوْم
علّمني أن أغنّيك يا حجرًا في الجنوبِ ينام وينعسُ، تحتشد الصبحَ نعناعةٌ في نتوءاتِهِ
تحدّثه من حديث الندى جملتين
وتسأله أن يكون وسيمًا..
ومعذرةً.
كنت أحدّثكم
والحديث مهامسة بين قلبين يغدو مظاهرةً
كنت أعرفه
شاحبًا
مثل مواسم أحفادنا حين يمشون حافين في معتّق الدربِ.
هذين الدفاترُ تملأهم بالفراغ
ويملأها وجهُهم بالفراغ
هو الوقتُ حين أفضي لكم بالمواجع..
معذرةً.
كنت أحدّكم ونسيت بأني أحدّثكم عن رُؤًى في المنامِ، عن امرأةٍ حملت وطنًا في يديها..
كلّمني – وقتها – بلبلُ الوقت عن وطنٍ وغزاةٍ، وصدّ وكرّ وفرً،
مُهاجمةٍ بين جيشين، معركةٍ من غبار.
قفوا نترجّل
أو قفوا نتهيّأ للموت
شاهدة القبر ما بينا يا غبارُ ويا فرسُ، يا سيوفُ يا ساحُ، يا دمُ، يا خيانات
خاصرة الحرب يشملها ثوبُها
كان متسخًا مثل حديث الذي يتدثَّر بالخوص كي لا يرى الناسُ
سوأتَه
معذرةً
كنت أحدثكم
للحديث تفاصيلْه ودقائقُهْ
فاسمعوني
فقد جئت أسألكم عن رمالٍ وبحرٍ وغيمٍ وسلسلةٍ من زبرجد.
وأسألكم عن مفاتيح ترسمها العربية ضاعت
وعن جزرٍ لا ترى العين شاطئها، عن بلدٍ ليس يعطي مفاتيحه للغريب.
وكنت أحدثكم
فمعذرةً
قد رأيت أنا ثُلّةً من رؤى لا تجيء إليكم..
وكنت سأتركها للزمانِ
وعذّبني السرُّ، ذكَّرني..
بيننا بعض ملحٍ وخبزٍ ورائحةٌ من دم،
كيف أترككم لزمان خؤونٍ وريح معاكس وقوارب مثقوبه
توقدون الفوانيس للبحر كي يتبرَّج
تبحث أرجلكم عن لآلٍ أو حكايات – لا بأس – تسكنها سحنة الشيخ
جاءني
نعسة النومِ جاءت
مصادقةً أو بلاد موعدٍ
كنت أعرفه: ناحلًا يلبس الثوب قامته، يتحرى التفاصيل.
جاء ودقّ فؤادي
فناديت: منْ يتوضّأ قرب وريدي
حقلُ قمح نما
تناميتُ طينًا وصلّيتُ
وفاجأني الدهرُ
قلتُ أحدّثكم
للحديث انقطاعٌ عن الناس
إني صحوتُ عن الهرج والمرج
متكئٌ فوق سورٍ
من الشكّ
والهذيان.
0 تعليق