هواجس في طقس الوطن

24 سبتمبر، 2021 | هواجس في طقس الوطن | 0 تعليقات

قـد جئـت معتـذراً مـا فــي فـمـي خـبـرُ
رجـــلاي أتعـبـهـا الـتـرحـالُ والـسـفـرُ

مـلَّـت يــداي تبـاريـح الأســى ووعــت
عـيـنـاي قاتِـلَـهـا مـــا خـانَـهـا بَــصَــرُ

إن جئـتُ يـا وطـنـي هــل فـيـك متّـسـعٌ
كــي نستـريـح ويـهـمـي فـوقـنـا مـطــرُ

وهــل لـصــدرك أن يـحـنـو فيمنـحـنـي
وســـادةً، حـلـمـاً فـــي قـيـظـهِ شَـجَــرُ

يـا نـازلاً فـي دمـي انهـض وخـذْ بيـدي
صحـوي والتـمَّ فـي عيـنـيّ يــاسـهـرُ

واجمـع شتـات فمـي واغـزل مواجعَـهُ
قصـيـدةً فــي يــدٍ أســرى بـهــا وتـــرُ

وافـضـح طفولـتـيَ الملـقـاة فـــوق يـــدٍ
تهـتـزُّ مـــا نـاشـهـا خـــوفٌ ولا كِـبَــرُ

وصُبّ لي عطشَ الصحراء فـي بدنـي
واسكبْ رمال الغضى جوعاً فأنحدرُ

• • •

قهوةٌ مُرَّةٌ وصهيلُ جيادٍ مسومةٍ، والمحاميس في ظاهر الخيمة العربية
راكةٌ في الرمال وفي البالِ، كيف المطاريشُ إن زهبوا للرواح مطي السفر ؟
وكيف هي الأرضُ قَبْلَ المطر ؟
وكيف الليالي، أمُوحشةٌ في الشعيب إذا ما تيمّم عودُ الغضى واحترى أن يمّر به الوسمُ صبحيةً والنشامى يعودون في الليلِ مثقلةٌ بالرفاق البعيدين أعينهم،
ثم كيف السرى إذ يطول بمَدْلجِها ؛ أرضهُ أنسُهُ في التوحُّدِ، لا أحدٌ غير رمل الجزيرةِ، لا نجمةُ يستدلّ بها في السّرى غير قلب المحبِّ، وهذا الحصى شَرِهٌ ما طوته القوافلُ من زمنٍ ثم كيف النوى إذ يطول بنا.
قــم بنــــا
أيَها الوطن المتعالي بهامات أجدادنا
أيَها المستبدّ بنا لهفةً وهوىً
أيَها المتحفّز في دمنا
والمتوزّع في كل ذرّاتنا
أعطنا بصراً كي نراك، وأوردةً كي تمر بنا فيه نلقي مساءً جميلاً، قرنفلةً في عرى ثوبك الأبيض المتسربل ضوءاً لنمشي أيا أيّها الوطن المتعالي إذا ما ارتدانا الظلامُ إليك.
خذ يدينا إذاً
صُفْنا.. وأقم يا إمامَ الرمال صلاة التراويح فينا، مقدّسة أن تظلّ لنا شامخاً كالنخيل الذي
لا يموت..
واضحاً كالطفولة، كالشمس ثم اعْطنا جذوةً حيَةً في الفؤاد الخليّ لكي يصطفيك
وطني واقفٌ ويدي مُشْرَعَهْ
ابنك البدويُّ أتى يستزيد هواجس أيّامه المُسْرِعَهْ
مرسَلٌ من سنيّ الفراغات
كيما أفتّش عن لغة ضائعهْ
بكيتُ على باب مكة، فتشتُ أركانها الأربعهْ
في فمي معزفٌ كسرته الليالي وامّحت ترانيمُه الزوبعهْ

• • •

إنني واقف خلف ظهرك مفتتحاً وجعي باعتذار المحّبين حين يطول النوى
خاشعاً من محيّاك يا وطناً نتعالى به، غيمنا إذ يجف بنا الورد، سلوتنا في مساء التغرُّب، في الصبح وردتنا ورغيف الفقير،
وأنت البسيطُ البسيطُ فقل للعصافير إن الفضاء مديحُ اتساعٍ لعينيك كي لا تطيرَ،، فكن وطني ممعناً في الهدوء لكي تعتلي ذروتك.
وكُنْ في المساء حنيناً عليها لكي تَمْنَح السرَّ لك.
سماء لنا وسماواتٌ لك
وأنت فضاء البياض اذا ما استفاض على القلب شكْ.
وأنت الشهادةُ فيمن هلكْ
سماءُ لنـا..
وسماواتُ أولها أنت، آخرُها أنت، وأنت لنا الضوء إذ يستدير الحَلَك
وطــن..
تعبت رملةٌ في (( النفود )) فقلتُ لك القلبُ مُتّكأٌ والغمام فَلَك
فاستديري به ثم حُطِّي على جبهتي
أنا واقفٌ لمجيئك
أعرفُ
بعد الغمام تغنّي السماءُ لنا أغنيهْ
تصبّ لنا الماءَ في عطش الكأسِ
وقتئذٍ
مطر أشعلك
مطر أشعلك

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *